"إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك"
يُعد الفساد العدو الأول للتنمية في أي مجتمع، ومن الصعب رسم أي واقع مشرق في ظل وجود تلك الآفة التي تستشري كالسرطان في المجتمع
في قضية ذات ملف إنساني وحقوقي شكى مواطنون و مقيمون من الإستهتار الوظيفي الذي يلحق إحدى مستشفيات المدينة المنورة الاهلية الكبيرة طالب المتضررون منها بضرورة ردع التلاعب و إرجاع الحقوق لإصحابها.
(المرأة العربية) بحثت عن بعض العاملين المتضررين من السياسة التلاعبية في المستشفى و سألتهم عن تجربتهم:
عندما تكون المصلحة التجارية ضد مصلحة الدين
بدايةً تقول د. نادرة نذير طبيبة متخصصة توليد و أمراض النساء باكستانية الجنسية "كان عملي جيداً طوال السنوات، تم تجديد عقدي في أكتوبر 2018 دون أي اعتراض و فجأة انهوا وظيفتي دون إبلاغي في 29 رمضان إثناء وجودي في مكة لأداء العمرة.
وفقاً لعقدي لم يتم إخطاري قبل شهرين من إنهاء وظيفتي و قانونياً هذه الأعمال غير صحيحة. قاموا بفصلي تعسفياً و تأخير دفع رواتبي بالإضافة إلى انهم لم يدفعوا مكافئة نهاية الخدمة و رفضوا دفع 118 ساعة من العمل الإضافي مع بصمات الأصابع مع العلم أن جميع الوثائق موقعة حسب الأصول من قِبل رئيس القسم و الموارد البشرية".
وأضافت "قاموا بطردي من وظيفتي خلال إجازة عيد الفطر حيث كان يجب أن يتم تعويضي عن هذا، بعد إجازة العيد سلموني خطاب إنهاء حسب قولهم انه وفق المادة (77) يتم الانهاء لصالح المصلحة التجارية"، مصلحتهم التجارية ضد مصلحة الدين!
التأخر في إيداع المستحقات أو إلغائها!
في استخدام القانون لأجل المصالح الشخصية والتلاعب بالأنظمة لصالح المؤسسة أفاد احمد ابو عود: "كنت احد منسوبي المستشفى تركت العمل على مادة (81) ومن شهر 12/2019 الى يومنا هذا لم استلم راتب الشهور السابقة ولا أي شيء من مستحقاتي و الله المستعان"
و في هذا السياق، اتفقت معه امل العنزي وتضيف: "سأوجز تجربتي فيما يخص الكليات الصحية التابعة للمستشفى اولاً طريقة التعامل مع الموظفين سيئة للغاية لا يوجد وصف وظيفي في كافة الاقسام الأدارية كُل مدير كان يضع مهام عشوائية وكلنا نعرف معنى أن يكون الموظف ضائع في مكان من المفترض أن يكون على قدر من النظام، ثانياً وهو المهم تأخر الرواتب الى ٤ أشهر وهذا الأمر كما هو متعارف عليه لدى أهالي المدينة المنورة بأن مالك الكليات هو نفسه مالك المستشفى ومعهود عليه استهتاره بالموظفين والعاملين لديه بتأخره بصرف الرواتب والمستحقات مما دفع الأغلبية لترك العمل بسبب سوء التعامل وعدم تقدير الجهد وهذا ما حصل معي".
تعسر عائلة من الظلم الوظيفي
من جهة أخرى، فاطمة الحربي : "ابني عبد الله يعاني من الاكتئاب بسبب سلوك المستشفى القاسي و عدم إلتزامها بالعقود، قاموا بمنعي فجأةً من العمل في اليوم الأخير من الشهر دون إعطاء راتبي وحجب المستحقات الأخرى أيضًا لمدة 5 أشهر ، كما منعوني من العمل في أي مكان آخر مما تسبب في مشاكل مالية خطيرة لعائلتي.
لم أستطع دفع رسوم القبول في كلية الطب لابني مما تسبب له بالاكتئاب الشديد بعد فقدان مقعده في كلية الطب ، يخضع ابني الآن لعلاج الاكتئاب. هذه خسارة فادحة لي ولعائلتي وأرغب في أن تدفع الشركة الأضرار التي لحقت بها هذه الخسارة"
إستغلال الطب تجارياً
طبيب أم تاجر؟ هذا سؤال يجب أن يطرحه كل طبيب على نفسه، هل أمارس الطب كعمل إنساني ام فقط لكسب المال؟ وتكمن القضية في أن الطب مهنة إنسانية ولكن في نفس الوقت مهنة مربحة مادياً ويمكن أن تتحول لتجارة بسهولة..
ماجد الشرفي يقول: "المستشفى كان صيتها عالي ومرتفع ولكن فالسنوات الاخيرة زادت مشاكلها الادارية واخطاء فريقها الطبي، بعض الزملاء كانوا يشتكون من تأخر رواتبهم وبعض المعارف كانت تفرض عليهم مبالغ عالية جزاء تشخيصات وتحاليل غير ضرورية هدفها زيادة الدخل للمستشفى".
الإستهتار الصحي
منذ فترة وزارة الصحة قررت إغلاق قسم العناية المركزة (كبار - أطفال) وقسم الطوارئ تحفظياً في المستشفى و تطبيق بعض الغرامات المالية لمخالفات على أقسام أخرى..
اخيراً ارجو من الجهات المسؤولة ومكتب العمل و وزارة الصحة الوقوف بشكل جدي لوقف هذه المهزلة فيحق للمواطن السعودي الطموح الذي جُل همه أن يكون له رزق حلالاً ودافعاً وطنياً لخدمة هذا الوطن الذي استقى من ارضها حتى برى عظمه وقوى جسده!