قضية ذات ملف انساني و حقوقي تفتح نقاشاً لم نوصد ابوابه حيث ذكر حساب "حقيقة دار الرعاية للفتيات" في تويتر تفاصيل عديدة تتعرض لها النزيلات في الدار مثل اساليب التفنن في العقاب والتعذيب بدءأ من ايقاف الفتاة لساعات متواصلة دون راحة و بلا ذنب او الزامها بالتنظيف بمفردها او وضعها في السجن الانفرادي وصولا الى روتين الجلد كل خميس , بعد ان ترتدي الفتاة الزي الشرعي و تجلس في وضعية الركوع لتتلقى عقابها من جلاد المؤسسة
تشكو النزيلات من سوء معاملة القائمين على الدار و تشبيهه بالسجن الكبير فهن محرومات من وسائل الترفيه كافة مثل الهواتف و الاجهزة و منعهن من مواصلة التعليم ولا يسمح لهن بالخروج بتاتاً.
كما ذكر بتصريح من المتحدث الرسمي بأسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أ. خالد ابا الخيل, بتجاهل كل تلك الادعاءات و ان المؤسسة تبذل قصارى جهدها لاستقبال المعنفات اسرياً و ما سواهن و توفير سبل الحماية الكافية لهن
من بين تلك الاقوال المتضادة تثار اسئلة مهمة نحاول اجابتها
ماذا يحدث؟
ذكر حساب "حقيقة دار الرعاية" عن قصص متاجرة المسؤولات داخل الدار جنسياً في النزيلات اجباراً حيث يتم منعهن من الطعام و السجن لاسابيع طويلة مقابل ان يرضخن لمتطلبات بعض المسؤولات , و اكدت خلود بارعيدة نزيلة سابقة في دار الرعاية على هذا الحديث و انها ممن عانوا من متاجرة المسؤولات و ظلمهن مقابل مبالغ مالية هائلة لصالح المسؤولات.
مما لفتنا الى الاهتمام بالقضيه!
مكفولية الجانب الحقوقي
ابدت أ. نورا, الاخصائية الاجتماعية بدار رعاية الفتيات في الرياض بأن هنالك زيارات من لجان حقوق الانسان بين فترة والاخرى من المفترض ان تقوم بالتحقق من مكفولية الجانب الحقوقي للنزلاء و النزيلات و لكن ليس لديها علم بحدود الزيارة و اجراءات الاهتمام بالامر من قبل اللجان المختصة او انه كما مرور الكرام!
و تضيف منيرة نزيلة لدى رعاية الفتيات في وقت سابق بأن هنالك اجراءات تفتيشيه غير مقبولة ولا اخلاقية تجاه النزيلات ادعاءاً منهم بأنها انظمة و قواعد خاصة بالدار يجب الالتزام فيها.
كما صرحت أ.نورا بأنه لا يوجد نظام قانوني ينص على هذه الطريقة الغير اخلاقية في تفتيش الفتيات و انها طريقة لا تمارس حتى في سجون الرجال من حيث التمادي.
دور المجتمع
اسهمت حتى الان مبادرات المجتمع المدني في ايصال المشاكل الى المجتمع و الى كبار المسؤولين و تحسين الاوضاع لهذه الشرائح
التسلل الى شبكات التواصل الاجتماعي
كانت بداية ظهور قضايا دور الرعاية الاجتماعي في العام 2016
تؤكد ولاء, ناشطة حقوقية في تويتر بأننا في وسائل التواصل الاجتماعي نرى صورة اوضح عن حقيقة دار الرعاية من خلال النزيلات السابقات و شكواهن حتى يصل صوتهن من ان هناك انتهاكات للحقوق و تصرفات لا اخلاقيه و ضرب مبرح وتعنيف نفسي و جسدي و ان اكثرهن قضايا هروب من العنف داخل الاسرة و متعددة من قاصرات يجب التعامل معهم بطرق اكثر مراعاة لوضعهم و حالتهم النفسية.
تتصدر قائمة اسباب الاحالة هروب الفتاة من المنزل بسبب التعنيف الاسري فتلجأ الى وزارة الشؤون الاجتماعية لعدم وجود مأوى اخر, خصوصاً ان المعنف يكون ولي امرها, وبالتالي لا تستطيع الاقامة في مكان بمفردها.
الاستشارية النفسية منى الصواف, المتخصصة في علاج ادمان الفتيات, بقولها: أن <<التعنيف الاسري و الفقر, اضافة الى الجور الواقع من اباء واخوة الفتيات عليهن, هو الدافع الاول الى الهرب من واقع لا يستطعن العيش فيه بسلام>>.
شروع بالانتحار
و في سياق متصل بعد تعدد حالات هروب الفتيات من دور الرعاية, اذ ابدى د. تركي الطيار, محامي وقاضي سابق بسؤاله عن قضايا دار الرعاية رّكز على حالات الهروب المتكررة من مختلف دور الرعاية حول المملكة حيث كان اجددها محاولة احدى النزيلات في دار الرعاية في منطقة مكة المكرمة الهروب من سطح الدار حيث تحولت القضية الى مسار الشروع بالانتحار و دائرة النفس و تم حفظها لعدم وجود شق جنائي
حيث اتضح مؤخراً بأن الفتاة حاولت الهروب بسبب سوء المعاملة داخل الدار مما ادى الى الاعتقاد بأنها محاولة للانتحار و احيلت الفتاة لاخصائية بالطب النفسي لمتابعة القضية وحالتها.
تلك المشاكل ليست وليدة اليوم او الامس بل انها عاشت معهم وعاشوا معها و لم تنتهي
هذا الحال ادى الى انحراف بعض الفتيات وقيامهن بسلوكيات خاطئة كرد فعل على مايواجهونه.
غيداء البدراني