العمالة المنزلية وانعدام الإنسانية في الأوساط العربية




اجرى الحوار / غيداء البدراني:

(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) في قضية ما بين الحقيقة والخيال هزت المجتمع السعودي ماذا يحدث لمن هم في أمانتنا وتحت يدينا وعلى وجه الخصوص العمالة المنزلية! كل هذا و اكثر سوف نتعرف عليه مع المحامية السعودية سعاد نجدي:

 

-       أستاذة سعاد هل صحيح ما تم تداوله عن تعذيب عاملة منزلية لدى عائلة سعودية ؟  

للأسف صحيح ، هذا ما حدث للقتيلة من قبل الجانية وشريكتها بالجريمة ابنتها واللاتي كانتا يقمن بتعذيب المجني عليها التي كانت تعمل لديهم في ذلك و هي من الجنسية الشرق آسيوية ، وبكشف تقرير الطب الشرعي ظهر وجود علامات ربط حيوية على يديها و كسور في الأسنان الأمامية دلالة على تعنيفها أكثر من مرة. 


-       كيف تم كشف الجريمة؟ 

بعد خمس سنوات من التعذيب الجسدي على المجني عليها ، وحرمانها من الأكل ونظراً لكبر سنها وضعف جسدها وافتها المنية وتم تقديم بلاغ للشرطة عن وجود جثتها في المنزل من قبل الجانية ، وبعد فتح التحقيق من قبل النيابة العامة والاستعانة بخبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية و التحقيق الجنائي مع الجانية و شريكتها وكل من في المنزل ومن لهم علاقة بأصحاب المنزل ، تم توجيه تهمة القتل العمد لربة العمل و ابنتها. 

 

-       ما هو الإجراء الذي تم اتخاذه مع العائلة؟ 

حُكِم على الأم وشريكتها  في الجريمة ابنتها بجريمة القتل العمد 

و تم تطبيق الإرادة الملكية في حقهما والتي تقتضي بالسجن خمس سنوات لكل منهما و دفع الدية الواجبة شرعاً لذوي المجني عليها بعد سقوط القصاص بعفوهم عن الجناة . 

 

-       كيف كان موقف الجناة؟

إنكار مستمر من قبل الجناة و ادعاءات كاذبة بأنهم كانوا يقوموا بتحويل أجر الخادمة لذويها في بلدها و مساعدتهم لها بالتواصل مع ذويها و هو ما تم التحقق من صحته بالإستعانة بجهات مختصة ليتبين فيما بعد عدم صحة أقوالهم و إمتناعهم عن إعطائها أجرها طيلة سنوات عملها ما يدل على سوء معاملتهم واستعبادهم لها . 

أيضاً ادعاءاتهم بأنها مريضة نفسياً و تقوم بأعمال الدجل و أن كل هذه العلامات التي على جسدها ما هي إلا جراء ضربها لنفسها وإلقاء نفسها اكثر من مره على الدرج لتخويفهم!

 

-       ماهي الصعوبات التي واجهتموها في القضية؟ 

حقيقةً تم تحريك الدعوى من قبل النيابة العامة في المملكة العربية السعودية لأنها دعوى جزائية ووكالتنا فيها كانت عن ابناء المجني عليها لضمان استيفاء حقهم في دعوى الحق الخاص ولم تواجهنا أي مشكلة لأننا في بلد العدل و تحيى فيه قوة القانون متمثلة بالجهاز القضائي النيابة العامة لمكافحة كافة الجرائم على أراضيها .  

 

-  أخيرا, سعدنا في حوارنا معك أستاذة سعاد نجدي لكن هل مثل هذه القضية متكررة في الأوساط السعودية والعربية عامة؟

موجودة للأسف وبأشكالها المختلفة ومرجعها مجلة الأحكام الشرعية. 

وستظل موجودة إلا لو كل فرد من أفراد المجتمع اتبع ما تم الزامه به في السنة النبوية بإعطاء الخدم حقوقهم ومعاملتهم المعاملة الحسنة باللطف واللين وعدم توبيخهم أو لومهم و إدخال السرور عليهم واعتبارهم أمانةً في أعناقنا والعمل بقوله صل الله عليه وسلم: (إخوانكم خَوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) ، ولو عملنا بما علمنا حكيم الأمة لما واجهنا مثل هذه الجرائم البشعة و أعمال الاستعباد .

I BUILT MY SITE FOR FREE USING