خروج المرأة لسوق العمل هي من أهم القضايا التي شغلت المجتمع السعودي منذ فترة وما لبثت تلك القضية في التلاشي حيناً وفي الإشتعال حين آخر.
حيث يرى عامة الشعب أن خروج المرأة للعمل هو من باب التملق والرفاهية و وظيفة المرأة الأساسية هي البقاء في بيتها وتربية أطفالها نسوا أو تناسوا أن اليد الواحدة لا تصفق. خصوصا في ظل الحياة الصعبة التي نعيشها وراتب الرجل وحده لا يكفي الحاجة وأن التعليم الجيد للأبناء والمنزل الواسع المريح والسفر بداية كل عطلة لم تعد من باب الكماليات إذ أنها أصبحت من متطلبات الحياة الكريمة ، فالتعليم الجيد غذاء العقل والمنزل الواسع أنس للنفس والسفر متعة الجسد وهذا ما لا يستطيع الرجل توفيره وحده بدون مساعدة من جانب الأم . فإن كانت المرأة قديما صاحبة الوظائف المتعددة فهي مدبرة المنزل والمعلمة والطبيبة والمستشارة فهي الأن كذلك بالإضافة إلى إنها المرأة المنتجة والفعالة فلا ينبغي الاستهانة بعملها أو التقليل من قدراتها وكفاءتها فهي بلا شك أثبتت لصحف التاريخ والحاضر قدرتها على الإنجاز
.مع الحفاظ على منزلها وزوجها ورعاية أبنائها.
والذي لا يعرفه الكثير أن خروجها ومشاركتها للحياة الخارجية ليس أمر مستحدث ولا مستنكر إن حافظت على نفسها وغضت بصرها وراقبت الله في خطواتها. فهذه أسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها تقلدت وظيفة في زمنها كانت تصعب على الرجال فقد كانت تحمل الطعام والشراب ليلاً إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وأبوها أبوبكر الصديق وهما في هجرتهما إلى المدينة. ولم ينس لها التاريخ وقوفها وحزمها مع ابنها عبدالله بن الزبير أمام الحجاج حيث أنها لم تتوانى أو تخاف من قول الحق بل صمدت صمود الجبال. وهذه أم هاني بنت أبي طالب رضي الله عنها حيث عكفت على تربية أبنائها بعد وفاة زوجها ولم يمنعها ذلك من إجارة الخائف وتأمين المروع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ" فلماذا دائما نربط بين الأمومة وبين العزلة عدم الإنجاز وإثبات الذات فالتي نجحت في كونها حملت و ربت وعلّمت وصبرت فكيف لا تنجح بإدارة أمور خارجية لا تمس دينها أو طبيعتها الفطرية بشيء.